لعنات ساخرة !!
يملؤني كلام كثير أريد أن أسد به فراغات الصمت ألقيت به في ثنايا الورقة علّها تقوم بإحتضانها فأشعر بالراحة بعد أن اقتلعتها راميةً بها بعيداً عن أفكاري ..!!
حين أقوم بإلقاء ثرثرتي بعيداً عني وفي حضن الورقة البيضاء بالتحديد أو تلك الملونة المليئة بالزخارف بحسب اتساع المزاج من عدمه تداهمني تلك الراحة الكاذبة وتصطدم بي معلنة الوصول
دون استئذان بشكل قبيح يخلو من الذوق حاملاً جمالاً طاغياً يجبرني على إستقباله .!
في هذه الأثناء أحاول العثور على أشياء فقدتها مستغلة هذه اللحظات السريعة من الصفاء
وخفة الأفكار التي تكون بثقل جبل أحياناً .. وأكتشف انني أجد كل شي ماعداي ..!
تلاحقني لعنات الزمن في كل مكان وكل زاوية فلاأعود أستمتع بكل شئ ولا أي شئ
أرَ لعنات العالم في خزانة ثيابي وفي طبق طعامي وحتى خلف ستارتي كظل شبح يتراقص على
موسيقى رعب وحشية ..!!
ولاانسى الوجبة الدسمة التي ألاحقها بنفسي لأنهل من نكباتها جريدتي الصباحية التي ترشقني
بأخبارها العالمية الباعثة على الفرح والسعادة برفقة الوجوه الباسمة الأنيقة المنتشرة في عواميدها وهوامشها !!!
ربما أستطيع أن أُلقي بكلماتي في مكب النفايات المتمثل في الأوراق المكومة بجانبي هنا فقط أستطيع
قتلها والشعور بلذة الإنتصار.. قبل أن تنحسر تلك النشوة فهي ليست إلا خيال كــ خيال تافه يداعب
عقل طفل صغير ليخبره بإمكانية حدوث الأشياء التي من المستحيل أن تحدث ..!
[ تباً ] لتلك الحكايات المنتشرة في زوايا البيوت حاملة ًمعها صدمات لاتكف عن العبث وعن العزف على أوتارالقلوب المسكينة لتصدر رائحة عفنة تعبق بآلام تلك القلوب المكلومة أو المحرومة أو المظلومة
تتعدد الحكايات وتنتهي بنهاية واحدة بائسة عازفة على ذات الوتر العفن والذي لم يهترئ ومازال يعزف
ويعزف ويعزف فوق رؤوسنا وعلينا تحمل صوته المزعج واخفقاته المتتالية التي سندفع نحن ثمنها
مُطالبين الوتر بعزف منغومةٍ أخرى على أمل أن تكون أشد وطأة والكارثة أنها تكون أشد من كل مرة ونًصر على ألا نعي ذلك ولا نزال نطالب بالجديد بكل سذاجة .!
تلك الإخفاقات الحمقاء تلاحق الجميع كعيون تترصد تحركاتهم وكأنها تُقسم على ألا يستمتعوا بشئ
حتى وإن كان مجرد لعق لمثلج التوت البارد ..!
فربما كان متعة محرمة بتصور خيال الحياة المريض من يعلم ؟!
تختلف ملامح الوجوه ولكن تتشابه ملامح حكاياتها المحطمة والتي باتت معروفة بكثرة تنقلها
من وجه لآخر محدثة خدوش في كل وجه تمر به وان كان طاهراً وبريئاً حتى اصبحت الوجوه متشابهة وتحمل العلامة المؤلمة نفسها بتعدد طرقها ونهاياتها المسدودة ..!!
لو استطعنا جمع كل تلك اللعنات مع الإخفاقات ومزجناها بسخرية مع بعضها وضحكنا بصوت عال ٍ
كمجنون ميؤوس منه ربما تخاف منا وتلوذ بالفرار بعيداً تاركةً إيانا وشأننا حاملةً معها واقعها المشؤوم !
أو نفعل المعتاد ونقوم بإعادة تدويرها من عقول تريد أن تصبح فارغة لنجمعها في أكوام من الورق الممل
ونحرقها أو نقتلها بمجرد أن نطمسها بعلبة حبر سائل نسكبه بخفة سهواً بشكل متعمد !!!!
لتصبح الورقة الناصعة البياض والتي احتضنت كل ذاك الخليط من الجنون إلى سواد قاتل أورماد متناثر !
بمجرد الإنتهاء من لعبة السخرية باللعنات لن نفعل شيئاً فقط سنعود إلى الصمت الملئ بــ((الثرثرة)) !!!!!
بقلمي